
الغيرة والخيانة كلمتا السر.. لماذا ينفصل الفنانون سريعا وتتعدد زيجاتهم؟! .. تفاصيل مثيرة
من الثابت في مجتمعاتنا الشرقية أن تستمر العلاقة الزوجية لسنوات عديدة، تنتهي في الغالب بوفاة أحد الزوجين، إلا أن الوضع فنيًا يبدو مختلفًا، وفي الوقت التي تكون فيه بعض الزيجات الفنية ناجحة ومستمرة حتى وقتنا هذا، فإن نماذج حالات الطلاق أكثر بكثير، ولا تنتهي في الغالب قصص الحب التي يعيشها النجوم نهايات سعيدة، بل تواجه عواصف لا تصمد أمامها لتسقط بالانفصال آجلًا أم عاجلًا كما نرى في أحدث حالات الانفصال سريعًا بين الفنان وليد فواز، والمغنية والممثلة مي سليم، حيث يستعدان للطلاق وهما لم يُكملا شهر زواجهما الأول.
اللافت أنه لا توجد قاعدة تستطيع من خلالها أن تفهم لماذا يحدث الطلاق بهذا الكم في الوسط الفني، هل الأمر يتعلق مثلًا بنجومية كل منهما؟ أو نوعية الفن الذي يقدمه إحداهما؟ لا نعلم ولا يعلم غيرنا إجابةً واضحة لذلك، ولكننا في هذا التقرير نسعى للبحث عن عدة أسباب وراء ذلك مع الاستعانة بوقائع تُثبت ذلك.
طبيعة العمل الفني
قد تكون طبيعة العمل الفني لها علاقة بحدوث الطلاق، فمثلًا كثير من الفنانات لا تستطيع أن تُوفّق بين الفن والبيت معًا، لأن وقت التصوير يطول، ناهيك عن الطاقة التي تبذلها طوال اليوم، ومن الصعب أن تُوفق تمامًا في علاقتها مع زوجها وهي تعمل في الفن بشكل احترافي، فالأسرة تحتاج المزيد من الوقت والهدوء والمتابعة حتى تعيش في أجواء صحية.
الفنان إيهاب نافع تزوج 10 مرات، كانت الأولى من سيدة تدعى “ألفت”، وأنجب منها ابنه “أيمن”، وتزوج للمرة الثانية من الفنانة ماجدة عام 1963، واستمر زواجهما لمدة 4 سنوات، وأنجب منها ابنتها “غادة”، لكنهما انفصلا بسبب طبيعة عمله وسفره خارج مصر، وهي رفضت الابتعاد عن الفن والسفر معه، لذلك طلبت الانفصال، حتى أنها أطلقت عليه اسم “الطلاق الأبيض”، واجتمعا معًا في أربعة أفلام، كان آخرها “النداهة” (1975).
مغنية الأوبرا أماني الحجي، اعتبرت أن انشغال الفنانة هو السبب الرئيسي لطلاقها، وقالت لـ”الراي”: “لفن واسع ومن السهل أن ينشغل الإنسان بالعمل فيه على مدار الساعة، لكن لابد أن يدرك طبيعة الحياة، فهناك أمور يجب أن توضع في الحسبان”.
الغيرة
الاستهتار بمشاعر شريك الحياة عادةً يكون سبب رئيسي للطلاق، وبعض الفنانين لا يدركون طبيعة العلاقة الزوجية ويتصرّف كأنه وصل إلى القمة حتى أمام الكاميرا من دون وضع حدود إلى تصرفاته، وفي المقابل وبشكل عام الزوج لا يقدّر ولا يقبل دائمًا أن يُحيط بزوجته الكثير من الرجال حتى وإن كان بسبب عملها، وكثيرُ من الزيجات الفنية انتهت بسبب الغيرة، الزوج يُريد من الزوجة اعتزال العمل الفني، تنصاع له لفترة، ومهما تطول تأتي النهاية الحتمية، بقرارها العودة لعملها، وبالتالي تأتي النهاية الحتمية للزيجة أيضًا.
الفنانة لبلبة تزوجت مرة واحدة فقط من الفنان حسن يوسف في بداية السبعينيات، وهي بعمر الـ17، بعد قصة حب قوية بينهما، لكن الزواج لم يدم طويلًا، وحدث الانفصال بعد أن طلب منها أن تعتزل الفن، وهو ما رفضته، وذكرت خلال حوارها في برنامج “أنا والعسل” مع نيشان، عام 2012، أن سبب طلاقهما فيلم “بنت بديعة”، عام 1972، بعد إصرار المخرج الراحل حسن الإمام على قيام الفنان حسين فهمي بتقبيلها، رغم عدم وجود ذلك في السيناريو، فاتصلت بزوجها وأخبرته طلب المخرج، فحذّرها من القيام بهذا المشهد، فما كان منها إلا الانصياع لأوامر المخرج، خاصةً أنه كان أول تعاون بينهما، فوقع الطلاق.
انتشار الخيانة في الوسط
لا تمر فترة حتى يخرج فنان ويعترف أن انفصاله عن زوجته الفنانة كان بسبب خيانته لها، والعكس. الفنان الكويتي أحمد جوهر يقول إن الكثير من الفنانين ينسون أنفسهم بمجرد أن يحصلوا على مساحة من الشهرة، والبعض “يلعب بذيله” ويتعامل بنوع من التعالي مع زوجته، بل وينساها ويتأخّر خارج المنزل وتكون الحجة الحاضرة دائمًا أن لديه تصويرًا، بينما العلاقة الزوجية الطبيعية تسير وفق القواعد الاجتماعية المعروفة والتي يمارس فيها كل طرف دوره في العلاقة بشكل يحترم من خلاله الآخر.
ولا شك أن لكل من يعمل بالوسط الفني معجبات ومعجبين، خاصةً عندما يصبح اسمًا معروفًا، ومن السهل أن يقع في أخطاء يدفع تكلفتها من استقراره الاجتماعي، وعندها يصبح مُطالبًا بأن يوازن الأمور بين ما هو مسموح وما هو ممنوع، وكلما كان صريحًا مع زوجته في اتصالاته وعلاقاته كانت علاقته الزوجية آمنة، وكلما شاب علاقته أي محرمات عجّل بنهاية استقراره وعلاقته بزوجته، وهو ما حدث في كثير من الزيجات الفنية.
ويعتبر النجم فاروق الفيشاوي من أكثر الفنانين الذين زخرت حياتهم الخاصة بقصص غرامية، مع أنه دخل الوسط الفني وهو متزوج من الممثلة المعتزلة سمية الألفي، وقال في أكثر من مناسبة، إنه لا يستطيع أن يعيش من دون امرأة، وكشف في أكثر من لقاء له عن بعض نزواته التي تسببت في طلاقهما.
الأضواء والشهرة مدمّرة للعلاقة الزوجية
إذا لم تكن هناك ضوابط من الفنانة أو الفنان فإنه بلا شك الأضواء والشهرة ستكون مدمّرة للعلاقة الزوجية، فبالطبع العمل في الفن مختلف عن الأعمال الأخرى، الفنان يمارس تجسيد المشاعر المختلفة، بمعنى أن كل عمل يظهر فيه بسلوك مختلف، وهذا الأمر قد ينعكس على سلوكه الشخصي بشكل أو بآخر.
الاستعجال
الكثير من الفنانين العرب قد يتزوج إحدى الفنانات بسبب قُبلة في مشهد، الفنان بشكل عام صاحب إحساس مرهف وقد يؤثر فيه الكثير من المشاهد مع فنانة ويستمر في علاقته معها سواء كان فنانًا أو فنانة، ولا ننسى أن حياة الأضواء كثيرًا ما تبعد بعض الفنانين عن الأعراف الاجتماعية، فهو لا يفكر في ما يردده الناس بقدر ما يفكر بماذا يريد من غرامياته ونزواته.
اختلاف الثقافات رغم أنهما أبناء مهنة واحدة
الفنان أحمد خليل، كشف سبب طلاقه من الفنانة سهير البابلي، بعد زواجهما الذي استمر لعامين، وقال أثناء استضافته في برنامج “باب الخلق”، مع الإعلامي محمود سعد، عبر فضائية “النهار” (أبريل الماضي)، إن الطلاق يرجع لتربيته الريفية، مضيفًا: “عندما تزوجنا كنت صغيرا في السن، وكانت هي نجمة كبيرة، وكنت في بداية مشواري الفني، وبطبيعتي الريفية رفضت هذا، فأردت أن أشعر أني الرجل، وهي ليست نجمة في البيت، لينتهي الحال بالطلاق”، مشيرًا إلى أنهما تزوجا بعد خلاف بدأ بينهما في بداية عمل فني جمعهما، وانفصلا بكل ود ومحبة، وجمعتهما أحد الأعمال فيما بعد.
أسباب طبيعية
الفنانة الأردنية باسمة حمادة تقول إن “حالات الطلاق في الوسط الفني ليست بدعة أو حالة مختلفة عن كل شرائح المجتمع، فالفنانة قد تتخذ قرار الطلاق من زوجها للأسباب نفسها التي تنفصل بسببها أي موظفة نتيجة المعاملة السيئة أو حصول الزوج على أموالها، بل وأخذ كارت البنك منها بالقوة، فالقضية لم تخرج عن الأسباب نفسها وإن كانت الفنانة تواجه مشاكل بالجملة من زوجها نتيجة الغيرة من المحبين والجمهور، وهو أمر لا يقدّره إلا القليل من الأزواج، والموضوع قسمة ونصيب في النهاية”.
عندما سأل الإعلامي مفيد فوزي، الأديب الراحل والروائي الكبير جمال الغيطاني، عن رأيه في زواج أصحاب المهنة الواحدة، أجابه بأنه ناجح وبلا متاعب، شرط الكفاءة في العلاقة الزوجية؛ لكن على أرض الواقع يبدو أن ذلك مختلفًا بقدر كبير، وقائع مختلفة شاهدة على ذلك، لها أسباب متعددة أيضًا، حاولنا قدر الإمكان أن نصل إلى بعضها في هذا التقرير.