
هجوم حاد على دينا الشربيني .. هل تدفع ثمن علاقتها بعمرو دياب؟
حملة هجوم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تعرّضت لها الفنانة دينا الشربيني، بعد مشاركتها بالرقص على أنغام أغنية “شوقنا” للهضبة عمرو دياب، ضمن جنون تحدي “كيكي – KIKI” الذي اجتاح العالم ونال شهرة واسعة بالأيام الماضية، ورغم أن هذا المقطع حاز على إعجابات ومشاركات بالآلاف في غضون ساعات، إلا أن آخرين سخروا من شكل الممثلة الشابة في الفيديو، وراحوا يتداولون صورًا لها مقتطعة من المقطع، مصاحبة لتعليقات مسيئة تارةً، ومثيرة للتعجب تارةً أخرى.
الهجوم بهذه الصورة والسخرية من شكل دينا كان فجًا للغاية، رغم أن الفيديو في حقيقة الأمر مبهج، ومُصدّر للسعادة (بعيدًا عن وضع فاعله القانوني)، ولعل البعض يتساءل عن سر الهجوم على الشربيني تحديدًا، رغم مشاركة غيرها في تحدي الرقص ، وبالطريقة ذاتها مثل الفنانة ياسمين رئيس، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أسباب ذلك، وإن كان السبب الرئيسي معروفا للجميع، وهو علاقتها -غير المُعلن تفاصيلها بشكل رسمي- من الهضبة عمرو دياب، التي اختارت أغنية له دون غيره للرقص عليها.
وإذا ما تطرقنا إلى نوعية المهاجمين، فإن كثيرين بينهم يسخرون من دينا الشربيني لعدم وضوح علاقتها بعمرو دياب تارةً، بحيث يصعب أن يؤكد أحد ما إذا كانت صديقته أم حبيبته أم زوجته، وكذلك من بينهم من يتساءل عن الشيء المميز فيها، ويعتبر أنها لا تستحق حب النجم الكبير، الذي غنى لـبرج الحوت من أجلها، وأن هناك فتيات أجمل وأفضل منها بكثير، وعلى اختلاف نوعية المنتقدين والساخرين، فإن ذلك لا ينُم إلا عن ثقافة اجتماعية وأسرية خاطئة.
في وسط ذلك، خرج مدافعون عن الفنانة الشابة، ومن بينهم المخرجة بتول عرفة، التي كتبت عبر “تويتر”: “هو إيه اللي دينا الشربيني عملته أزيد من الناس بتعمله علشان كم التجاوز ده؟ دينا الشربيني ممثلة من أهم ممثلات جيلها وموهوبة فعلًا وقماشة كبيرة لأي مخرج يقدر يوظفها في أدوار كتير، واللي يخصنا يا أساتذة فنها، غير كدا حياتها دي تخصها لوحدها، وأي شخصية عامة حياته الشخصية دي تخصه لوحده“.
الكاتبة ياسمين الخطيب هي الأخرى كتبت عبر “تويتر”: “ما تتعرض له دينا الشربيني يعكس انحطاط أخلاقي وتشوّه نفسي عنيف لدى الساخرين منها، أولاً لأن ملامحها التي نالها القسط الأكبر من الألش ملامح مصرية أصيلة، ثانيًا السيدة تمتلك موهبة حقيقية في التمثيل، بشهادة أهل الاختصاص، وما يستحق النقد هو أعمالها وليس شكلها أو حياتها الشخصية“.
المذيع والكاتب تامر أبو عرب، كتب عبر “تويتر”: “على فكرة بقى فيديو دينا الشربيني مبهج وجميل، وبلاش التريقة على سمارها ده علشان إنتوا مش شراكسة يا جدعان والله“.
الفنانة السورية أصالة نصري شاركت الفيديو عبر حسابها بـ”إنستجرام”، وكتبت متغزلةً في دينا: “روحها“.
الفنانة الأردنية صبا مبارك كتبت عبر “فيسبوك” معلِقةً على صورة مسيئة لدينا: “الشخص الذي رسم الصورة بلطجي، هذا ليس مضحكًا، شخص بيرسم حلو وموهوب ودي مشكلة أكبر، إن حد عنده القدرة إنه يحول حد لمسخرة الناس والسخرية من شكلهم، وده أضعف وأرخص نوع من أنواع النقد لو كان نقد موجه لشخصيتها، شيء شرير ومؤسف إنه بقى من حق أي حد يؤذي حد كده”.
الفنان محمد عطية كتب عبر “تويتر”: “أنا بحب دينا الشربيني يا جماعة.. مبهجة كده وتحسسك أن الدنيا جميلة ولطيفة“.
دينا الشربيني من مواليد 17 مارس 1985، بدأت مشوارها من خلال الإعلام، الذي درّسته في جامعة 6 أكتوبر، واشتُهرت بعد تقديمها برنامج “شبابيك” على قناة “دريم” في عام 2006، وبدأت مشوارها الفني عندما تقدّمت للمسابقة الخاصة لاختيار وجوه جديدة للمشاركة في مسلسل “عرض خاص” عام 2010، وفي 2011 شاركت دينا في مسلسل “المواطن إكس”، ومع نفس فريق العمل شاركت في العام التالي في مسلسل “طرف ثالث”، وفي نفس العام اشتركت في مسلسل “روبي”، كما قدّمت واحدًا من أهم أعمالها التي نقلتها للأمام على المستوى الفني، وهو مسلسل “حكايات بنات”، ومنه إلى السينما للمرة الأولى من خلال فيلم “الحفلة” عام 2013، ثم فيلم “سمير أبو النيل”، وفي نفس العام أيضًا شاركت بمسلسلي “تحت الأرض” و”موجة حارة”.
أزمة كبيرة واجهت دينا عقب ذلك، بعدما أُلقي القبض عليها في نوفمبر 2013 وهي متواجدة في منزل أحد تجار المخدرات بالزمالك، واعترفت أنها اعتادت شراء حاجتها من المواد المخدرة من هذا الشخص، وعليه قضت عامًا في السجن وأُطلق سراحها في نوفمبر 2014، واختفت عن الأنظار عامين قبل أن تعود متجاوزةً بنجاح أزمة قضت على عدة فنانين آخرين، لتُقدّم عاما فنيا مميزا في 2016، حيث شاركت خلاله بمسلسلي “جراند أوتيل” و”أفراح القبة”، وفيلمي “هيبتا” و”كدبة كل يوم”، وفي عام 2017 شاركت في جزأين جديدين لعمل شهرتها “حكايات بنات”، وكذلك في مسلسلي “عشم إبليس” و”خلصانة بشياكة”، وفيلمي “هروب اضطراري” و”جواب اعتقال”، قبل أن تُقدّم أولى بطولاتها الدرامية في رمضان 2018 من خلال مسلسل “مليكة”.
دائمًا ما كان أداء دينا مميزًا ومختلفًا في أعمالها، فمن شخصية “سلمى” المشاغبة المجنونة في “حكايات بنات”، إلى شخصية “شيرين” بكل تعقيداتها النفسية والاجتماعية في “موجة حارة”، وشخصية “عليا عبده” في الحالة الخاصة “أفراح القبة”، و”ورد” عاملة الفندق في “جراند أوتيل”، و”علا” في “هيبتا”، و”كارما” في “خلصانة بشياكة”، وغيرها من الأدوار التي أجادت فيها، دينا ممثلة لديها ملكِة أداء خاصة ووجه قادر على التلون ونغمة صوت مميز، وهي واحدة من أكثر بنات جيلها موهبة وعندما تتاح لها الفرصة تقتنصها، وهذا بشهادة غالبية النقاد، وما لنا عليها هو النقد الفني فقط، كما حدث مثلًا حينما انتقدتها مسلسلها الأخير “مليكة”، ويكفيك عزيزي القارئ أن تتأكد من ذلك فقط من قراءتك لعنوان المقالة (دينا الشربيني.. «مليكة» التي بُنيت مملكتها على أكتاف «الهضبة»).
لا شك أن الشبكات الاجتماعية ساهمت في بروز الروح الفكاهية للعديد من أفراد مجتمعنا بشكلٍ كبير، وأصبحت السخرية مجالاً للتنفيس لدى الكثيرين الذين رأوا في مواقع التواصل المختلفة بيئةً مُشجعةً على تداول التعليقات وإطلاق النكات، بيد أن هناك من يخرج دائمًا عن هذا المسار ليجعل النكتة مُغلَّفةً بأسلوب السخرية وانتقاد الآخرين بشكلٍ مُبالغ فيه أحيانًا، وأحيانًا كثيرة.. يقول أهل الاختصاص إنه عندما تنتشر النكتة بشكلٍ كبير في المجتمع فإن ذلك يعني أن ذلك المجتمع يعاني من احتقان اجتماعي ويعمل على تفريغ هذه مشكلاته في صورة سخرية، ولكن ألا يكون ذلك بطريقة أخرى غير الإقلال من شأن الآخر؟