لماذا لم ينجب جميل راتب؟.. فيلم وثائقي يكشف أسرارا جديدة عن الراحل
حياة الفنان الراحل جميل راتب كانت مليئة بالمغامرات والأسرار، فرحلته مع التمثيل وهروبه من دراسة القانون من أجل تحقيق شغفه وحلمه لأن يصبح ممثل، ملهمة لكثير من صناع السينما، ورحلته العالمية وحياته التى قرر فيها ألا ينجب كانت لا بد أن توثق، لنتعرف أكثر عن عالم جميل راتب الخفى، الذى لا يعرفه الكثيرون.
المخرجة ماجى أنور تبّنت منذ فترة مشروعا يوثق حياة الفنانين، لكن ليس بعد مماتهم، وإنما وهم أحياء ويشاركون في الفيلم، وكانت البداية لها مع فيلم «الفاتنة» الذي قدمته عن الفنانة فاتن حمامة، وحكت من خلاله عن حياتها ومسيرتها الفنية، وكان آخر توثيق صوتى لها، وكان من ضمن المشاركين فى الفيلم الفنان جميل راتب، الذى قررت ماجى أن تحتفى بوجوده وتقدم فيلما وثائقيا عنه ينقل حياته للجمهور فى 28 دقيقة وأطلقت عليه «الجميل».
عرضت ماجى على جميل راتب فكرة الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عنه، حسبما قالت فى تصريحات لـ«التحرير»، ولم يتردد في الموافقة، وبالفعل أنتجت الفيلم، وحينما رأه « جميل» أعجبه كثيرا، وقال لها «أنت مخرجة شاطرة»، وبدأت ماجى بعرض الفيلم فى المهرجانات، وكان آخر عرض له في مصر في دار الأوبرا خلال حفل تكريم الفنان جميل راتب من قبل نقابة الممثلين.
تقول ماجى «اللى هيتفرج على الجميل، هيشوف حياة جميل راتب بشكل مختلف»، فهو يستعرض من خلال الفيلم تفاصيل مهمة عن حياته، وكيف كان يحب الفن ويريد إتقان جميع أدواره حتى لو كانت صغيرة، فتحكى وتقول إنه تعلم العبري من أجل دور كان يلعبه، كما أنه أحب أن يتقن اللغة التونسية من أجل فيلم «شيشخان»، وأبرز أنه كان مهتما كثيرا بمصريته، ويحب الشعب المصرى.
لم يتزوج جميل راتب سوى من امرأة فرنسية تدعى مونيكا مونتيفير، التي كانت تعمل مديرة لمسرح الشانزليزيه، ولم ينجب منها أى أطفال، وقالت «ماجى»، إنه حينما ترزوج من الفرنسية، وكان يحب امرأة أخرى فى مصر، وعرض لهم صورتها فى الفيلم.
وقالت ماجى، إن راتب كان يتمنى أن ينجب من طفلا من حبيبته المصرية وليس كما قيل إنه كان خائفا من مسئولية الأبوة، مضيفة أن «راتب» كان يقول لزوجته الفرنسية بأنه ظلمها معه، لأنه كان يعتبر الفن هو كل حياته.
وقا راتب إنهما لم يوفقا في الزواج ثم جاءه خبر أن حبيبته توفيت، فطلبت منه «مونيكا»، زوجته الفرنسية، أن يذهب لجنازتها.
ومن أجل أن يخرج الفيلم بشكل مميز وتكون «ماجى» ملمة بكل تفاصيل جميل راتب، استغرقت شهور تذاكر وتتوغل فى تاريخه، وتقول «كان مدينى الثقة الكاملة، وكان يحبنى، وتحدث معى عن الثورة فى مصر وفى فرنسا، ولم يحذف أى لقطة أو تصريح من الفيلم بعد انتهاء المونتاج».
وكان لراتب تأثير على ماجى حسبما أخبرتنا، فقد تعلمت منه أن تعشق الفن وأن تعطيه كل روحها، لكي يعطيها هو أكثر، ولفتت إلى أنها أصيبت بصدمة كبيرة بعد سماعها خبر وفاته، وأنها لم تره منذ سنين طويلة، ولكنها كانت دائما تهاتفه.
وعن أدواره فى مصر قالت إنه ظلم كثير فى الأدوار المحددة له، مشيرة إلى أنه كان يجب أن يمتلك مساحة أعمق وأكبر مما حصل عليها، وتليق بمكانته فى الخارج”، وتابعت قائلة “لكن تلك الأدوار لا تقلل من حجمه وخبرته فى شيئ”، وأنهت حديثها بأن فيلم «الجميل» سيعرض فى مهرجان الخرطوم للفيلم العربي فى دورته المقبلة.
فى النهاية.. سيظل جميل راتب ساكنا فى ذاكرة كل مصر، بشخصياته التى لا تنسى، سواء فى يوميات ونيس، أو فى فيلم الكيف أو غيرهما.