اخبار الفن

جلال الشرقاوي: «مسرح مصر» جريمة.. ومحمد رمضان «أنيل وأضل سبيل»!!!


نقلا عن حوار صحفي مع جريدة التحرير.. يبدأ المخرج جلال الشرقاوي، من حيث انتهينا في الجزء الثاني، حول كيفية تعامل الأنظمة المختلفة التي تعاقبت على حكم مصر مع المسرح، ويؤكد لنا أنه رغم كل ذاك، فإن وظيفة الفن “إنه ميسكتش”، وأنه دائمًا ينبغي أن يكون على يسار السلطة، أي ناقدًا لها.

ويُشير صاحب “مدرسة المشاغبين” إلى أن الوضع الحالي للمسرح متردٍ للغاية، وحالة التردي تلك بدأت منذ ظهور السينما، ثم التليفزيون، ثم الفيديو والفضائيات، حيث أصبح الجمهور يشاهد كل ما يحلو له وهو في منزله، بينما الذهاب للمسرح يُكلفه الكثير، يوضح لنا أن فرق القطاع الخاص تختفي تمامًا، ويقول: “في التسعينيات كان عندنا بتاع 18 فرقة، النهاردة مين بيشتغل؟ أنا بطلت أشتغل، كل ما أعمل رواية تخسر، مفيش جمهور، وده جعل فرقة أشرف عبد الباقي تظهر وتتسيد الموقف بالعبث والكلام الفارغ اللي بيعملوه، ومن هنا لازم الدولة تتدخل وبقوة، إنما الأهواء الشخصية والبيروقراطية بتُحبط وتقتل كل عمل جيد”.

نسأله عن أسباب “تسيد” فرقة أشرف عبد الباقي في الفترة الأخيرة، فيُجيب: “أولًا في قناة تليفزيونية بتدعمه اسمها MBC، وقبلها (الحياة)، فهو مش بيحط من جيبه، لأ ده بياخد فلوس، ومضمونة، ثانيًا إن مفيش بديل الناس تشوفه فمفيش غير كده، ثالثًا موضوع إن عروضه بتبقى كاملة العدد دي إشاعة، دول بيعملوا ليلتين في الشهر، أو ليلة كل أسبوع، فبيجمعوا الجمهور ليلة كل أسبوع أو ليلتين في الشهر، فمنقدرش نقول فرقة ناجحة، وبعدين الناس حبيتهم في الموسم الأول والتاني والتالت لكن النهاردة لما بيجي أشرف عبد الباقي الناس بتقفل التليفزيون، وكل ده أصلًا سببه إن مفيش بديل، والبديل يجب أن تصنعه الدولة، لذا يجب تدخلها”.

وعن الاختلاف ما بين مسرح السنوات الأخيرة ومسرح القرن الماضي، يقول: “أولًا ناو معظم اللي بيدخلوا المسرح حاليًا الولاد بتوع ثانوي، زمان كان كل الطبقات، لكن دلوقتي الجمهور بيدخل لـ”عبده موتة” ولمسرح أشرف عبد الباقي، وأنا مش بقول “مسرح مصر” و”تياترو مصر”، لأن دي جريمة أن يُقرن اسم مصر باسم مسرح زي ده، هما جريمتين الحقيقة، الأولى إنهم بيقولوا عليه مسرح، والثانية إن هذا العبث بيُقرن باسم مصر”.

نسأله عن رأيه بصاحب “عبده موتة” محمد رمضان، ليرد: “أنيل وأضل سبيل، لا موهبة ولا حاجة، هو ممثل متوسط القيمة، وادعاؤه إنه امتداد أحمد زكي كذب، إحنا عندنا نجوم محترمين، زي أحمد السقا، أحمد عز، كريم عبد العزيز، ومركز الإبداع بتاع خالد جلال في فنانين بجد وشيء مشرف وجميل، لكن محمد رمضان! أنا لما شوفت عدة حلقات من “الأسطورة”، تقيأت، مسلسل بيقول عنف ثأر مخدرات قتل دم، نعمل بيه إيه؟ وللأسف الشديد كمان آخر فيلم دخلته سينما كان لمحمد رمضان، وحاليًا لا فاكر اسم الفيلم ولا قصته”.

ويتحسر الشرقاوي على عهود ازدهار الدراما التليفزيونية، ويقول: “فين “ليالي الحلمية” أو “رأفت الهجان” أو “بوابة الحلواني”، ومحدش من شركات الإنتاج الخاصة هيعمل ده، محدش هيغامر لأن النوعية دي من الأعمال من وجهة نظرها خسرانة، أين إنتاج تليفزيون الدولة؟”، يُشير إلى أن شركات الإعلان هي المتحكم الأول في السوق الدرامي حاليًا “لأن الشركات دي هي اللي بتدفع فلوس للقناة، والقناة هي اللي بتدفع فلوس للمنتج، والمنتج هو اللي بيدفع للممثل”، ويؤكد أن أرقام أجور الممثلين والتي تصل إلى 30 و40 مليونا “مبالغ فيها”، موضحًا: “لكن كام واحد بيتقاضى الأرقام دي؟ يتعدوا، إحنا عندنا في مصر 5 آلاف ممثل، أجور الأغلبية بتاع 10 آلاف جنيه في الدور وبيطلع عينه، ميزانية المسلسل ثلثيها بياخده النجم، المنتج يجيب للنجم في التصوير كيلو كباب، ويجيب للممثل التاني سندوتش، راتب النجم زمان زي محمود عبد العزيز وعادل إمام وحسين فهمي، كان بتاع 40 ألف جنيه، أنا كنت باخد 30 ألف جنيه، ويوم ما ممدوح الليثي زودني بقيت 33 ألف جنيه، والوضع استمر كده لحد ما بطلت الدولة إنتاج”.

وعن قلة الأعمال السينمائية التي يتم طرحها في دور العرض حاليًا، أشار إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج هي السبب الرئيسي لذلك، ويوضح: “الفيلم اللي كان بيتكلف مليون بقى النهاردة بيتكلف 30 مليون، وكذلك المسلسلات، أنا أنتجت في التليفزيون إنتاج مشترك، وآخر مسلسل عملته كان “أشرار وطيبين” وكان ميزانيته 4 مليون، وكان فيه نجوم، النهاردة 40 و50 مليون.. الدولة لازم تتدخل”.

“هل تلوم على الدولة فقط في ذلك؟”، نسأله ويُجيب: “دستور 2014 اتعمل واتكتب فيه حرية الفكر والإبداع، وحق الأداء العلني اللي لسه محصلش فيه حاجة حتى الآن، وقالوا من ضمن البنود 2% من ميزانية الدولة للتعليم، وزيّهم بحث علمي، و3% للمستشفيات والصحة، وغيره، وماقلوش نص % للثقافة.. البلد لسه مش مدركة أهمية الثقافة، لسه مش مدركة إن سلاح الفكر يساوي بالظبط سلاح الأمن، وأن سلاح الأمن وحده لن يكفي للقضاء على الإرهاب، وأنه لابد أن يكون سلاح الفكر موازيًا له”.

يُتابع: “أنا لو بعمل رواية للدولة حاليًا نجم النجوم هياخد 60 ألف جنيه، يحيى الفخراني لما عمل “ليلة من ألف ليلة” أجره كان 60 ألف جنيه، قالهم أنا باخد في المسلسل 20 مليون جنيه تدوني 60 ألف! فاخترعوله اختراع بسبب إنه بيغني أغنية في الرواية، قالوله يا يحيى هتاخد 60 ألف تمثيل، و30 ألف غناء يبقوا 90 ألف جنيه، وماتزعلش يا يحيى”.

ويُخبرنا أنه يتمنى أن يوفق الله وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم في مهمتها الثقيلة، ويقول: “أنا حضرتلها اجتماع، وكان في الاجتماع بعض قيادات الوزارة، قالتلهم (أنتوا بتشتغلوا على لايحة اتعملت سنة 1935 ودي لازم تتقطع وتتغير، يعني إيه عايز نجم بـ60 ألف جنيه في الشهر، وهو بياخد 30 مليون في المسلسل، يجيلنا ليه؟).. هي سيدة عظيمة بكل المقاييس، وكل نواياها طيبة ناحية الثقافة والفن، لأنها فنانة، ونرجو إن ربنا يوفق الست دي”.

نهايةً نسأله عن آخر عمل شاهده ولفت انتباهه، ويقول إنه أُعجب للغاية بمسرحيتي “قواعد العشق الأربعون” و”إنهم يقتلون الغناء”، ويوضح أنه منذ عامين تم اختياره عضو لجنة تحكيم في مهرجان “إبداع” الذي ترعاه وزارة الشباب والرياضة بين الجامعات المختلفة، باشتراك 28 كلية، وحينها شاهد 56 عرضا مسرحيا، وأثنى على المواهب التي رآها، واختتم: “الشباب دول موهوبين وفيهم أمل، وعلى كتافهم لو استمراوا في الطريق ممكن يعود المسرح لتألقه مرة أخرى”.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي من النسخ !!