اخبار الفن

حسن يوسف وشمس البارودي.. قصة حب عمرها 46 عامًا .. تفاصيل مؤثرة بالفيديو


بعد زيجة قصيرة قضتها النجمة الشابة حينها، سورية الأصل، شمس البارودي (مولودة في 4 أكتوبر 1945)، مع الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، قيل إنها لم تتجاوز الثلاثة أشهر، التقت الفنان حسن يوسف (مولود في 10 ديسمبر 1934)، في فيلمهما السوري “رحلة حب” (1972) للمخرج يوسف معلوف والمؤلف عبد العزيز سلام، وكان هو الآخر حديث الانفصال عن الفنانة لبلبة التي استمر زواجه بها 9 أعوام، فوجد كل منهما نفسه ينجذب للآخر، فعاشا قصة حب على هامش تصوير عملهما الغرامي، تُوجت سريعًا برابط وثيق لا يزال موصولًا.

تلك القصة الغرامية كانت مفاجئة حتى لبطليها، خاصةً أنه كان بين حسن وشمس أزمات مهنية قبل ذلك، منذ أن تعاونا لأول مرة في فيلم “آخر العنقود” قبل ذلك بنحو 6 أعوام (1966)، ويروي يوسف ذلك في حوار سابق لـ”الشرق الأوسط”، ويقول: “كنت أعرف شمس كزميلة وكفنانة متميزة، ورغم أن لقاءاتنا كانت مقصورة على المناسبات الفنية فقط، وجمعت بيننا بعض الأعمال الفنية، كان أولها فيلم “آخر العنقود”، وكانت شمس وقتها في المرحلة الثانوية‏، وأتذكر أنه حدثت بيني وبينها مشادة حادة، حيث تأخرتْ جدًا في أحد أيام التصوير مما أغضبني وجعلني أطلبها في البيت بصفتي بطل العمل لأعرف سبب تعطيل التصوير، وعندما سألتها قالت لي: (إنت مالك، إنت مش المخرج ولا المنتج وليس من حقك تسألني، ولعلمك أنا لن أستكمل هذا الفيلم، وأنا حرة)، وأغلقت السماعة في وجهي، ورفضت فعلًا استكمال التصوير واضطر المخرج للاستعانة ببطلة أخرى، وبعد ذلك التقينا في فيلم (حكاية 3 بنات) وكانت شمس وقتها في المعهد‏، وكنا نصور في أحد فنادق الإسكندرية وكان والدها معها‏، وفي أثناء الغداء طلبت مكرونة، فقلت لها ساخرًا (إنتي ناقصة مكرونة)، لأنها كانت ممتلئة وقتها، فنظرت إلىَّ بغضب شديد، وأخذت مني موقفًا إلى أن انتهينا من تصوير الفيلم”.

وكما يقولون “ما محبة إلا بعد عداوة”، يقول حسن: “مرت الأيام حتى علمت بأنها ستكون البطلة أمامي في فيلم (رحلة حب)، فقلت في نفسي (ربنا يعديها على خير)، وسافرنا لسوريا”، وهناك تبدل البُعد إلى وصال وحب، ويحكي يوسف في لقاء عام 2014، ببرنامج “ستوديو مصر” مع الإعلامية إنجي علي، عبر قناة “نايل لايف”، عن قصة زواجهما ويقول: “فضلت متلطم لحد ما عرفت شمس، شوفت فيها كل المواصفات الحلوة، ولاقيت المظهر مبهر، وكانت ملقبة في ذلك الوقت بجميلة الجميلات، وكان لها قوام ما شاء الله، أنا شوفت فيها الأنثى التي تصلح زوجة، وهي شافت فيّا الولد الشقي، أصلي عملت عليها شويتين كده، وبعدين قالتلي هو أنت يعني عشان تلفت نظري تعمل الشويتين دول، وبعد كده هي فهمت إن الشقاوة دي مصطنعة، وشافت فيّا إني أتحمل مسئولية وأصلح زوجا، ومن هنا حصل التقارب، اتقدّمتلها وإحنا بنصور في سوريا، عن طريق أولاد أعمامها، وبعدين هما كلموا والدها بالقاهرة”.

وعقب العودة إلى مصر، وبعد أن شعرت شمس بصدق مشاعر حسن تجاهها، وافقت أن يتقدم لوالدها‏ بشكل رسمي، فذهب إليه في البيت، وكان ذلك في شهر رمضان، وتناول مع أسرتها الإفطار على “صينية بطاطس” كانت شمس قد صنعتها بيديها، ويقول حسن عن ذلك في حواره الصحفي: “أعتقد أنني قد تزوجتها من شدة حلاوة طعمها، وبعد ذلك قمت بعمل عمرة، ثم نزلت أنا وشمس واشترينا الشبكة‏، وقمت بتجهيز البيت في ثلاثة أشهر‏، وعقدنا القران بمهر قدره 25 قرشًا، لنبدأ حياة زوجية سعيدة لم ينقطع عنها الحب والاحترام والإخلاص حتى الآن”.

حدث الزواج في فبراير 1972، ويستمر حتى الآن، ويقول حسن عن ذلك في حواره التليفزيوني: “اتجوزتها وهي في قمة تألقها، ومنتجين مصر كلهم كانوا ماضيين معاها، وماكنتش بتشتغل غير مع المخرجين الكبار زي صلاح أبو سيف وعاطف سالم وغيرهم، طلبت منها إنها بعد الجواز مش هتشتغل غير قدامي، وهي كانت بترد إن لو عايزني ماشتغلش خالص مش هاشتغل، هي ماكنتش عاشقة الفن لدرجة كبيرة، ولما قالتلي كده كِبرت في نظري وحبتها أكتر، وأنا كنت باحبها وباغير عليها وعشان كده طلبت ماتشتغلش غير معايا، وبعدين كمان لما كنا بنشتغل كنت بالاقيها بتقطع نفسها عشان تبقى زوجة كويسة، هي عرفت مثلًا إني مش باعرف آكل غير من إيديها، فكان لازم تعملي هي الأكل، وحتى الآن مش باكل غير من إيديها، كانت محافظة دايمًا إنها تعمل الأكل بإيديها، وما شاء الله ربّت الأربع ولاد (ناريمان – محمود – عمر – عبد الله) ومافيش دادة دخلت بيتنا غير واحدة وقعدت يوم واحد بس، كانت دايمًا بتقول أنا ماحدش يغير لأولادي “البامبرز” غيري، قالت ماحدش هيحط إيده على أولادي أبدًا، وكل ده خلاني أموت فيها”.

وفي لقاء لشمس البارودي مع مجلة “الكواكب” عام 1977، قالت شمس البارودي إنها تعلمت من زوجها حسن يوسف العطاء والحنان في الحب، أما حسن يوسف الفنان فاكتسبت منه الطموح وحب واحترام العمل، وتُشير إلى أنها تعلمت من والدتها أن حب الحياة الأسرية هو الأساس المتين الذي تُقام عليه الحياة كلها.

شمس البارودي

وقد شكّل الزوجان دويتو فنيا ناجحا تلبية لرغبة الزوج الغيور، وقدّما عدة أفلام ناجحة، ومنها: “الجبان والحب، كفاني يا قلب، دموع بلا خطايا، مراهقة من الأرياف، القطط السمان، الطيور المهاجرة، واحدة بعد واحدة ونصف، حب على شاطئ ميامي، الشياطين والكرة، المجرم، الزواج السعيد”، حتى آخر فيلم قدّمته شمس البارودي، وهو “اثنان على الطريق” الذي استثناه الزوج من شرطه ورشح عادل إمام للبطولة، قام حسن يوسف بإخراج الفيلم، وقال عن ذلك: “لم أشعر بالغيرة لأني كنت المخرج وتحكمت في المشاهد، فلم أسمح بأي مشهد يؤذي مشاعري”.

وعقب هذا الفيلم، فاجأت شمس البارودي الوسط الفني بقرار اعتزالها وارتدائها الحجاب، وهي في قمة تألقها الفني، متفرغة للدروس الدينية، وابتعدت عن الأضواء ولم تظهر إلا في مناسبات أخيرة مع زوجها حسن يوسف وأبنائها.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي من النسخ !!