«تاكسي الفضاء» يعود قريبًا والأجرة بالملايين.. من هم الـ7 سيّاح الأوائل بالتجربة؟
هل تمنيت يومًا زيارة الفضاء في رحلة سياحية؟، ربما وكالة الفضاء الأمريكية، «ناسا»، تحاول تحقيق أحلامك، بالمستقبل القريب، إذ أعلنت، منذ أيام، رغبتها المُلحة والوشيكة في شراء مقاعد لنقل السيّاح إلى الفضاء، وتحديدًا إلى «المحطة الفضائية الدولية»، التي تم بنائها سنة 1998، بموجب تعاون دولي بقيادة الولايات المتحدة وروسيا.
في محاولة من «ناسا» للتسويق لحدود المدار الأرضي المُنخفض، الذي يقع بين سطح الأرض حتى ارتفاع ألفي كيلومترًا، وغايتها المُعلنة هو الربح. وتسعى الوكالة إلى شراء مكوك فضائي، يتكون من أربعة مقاعد، قبل نهاية عام 2020، كحد أقصى للخطة الأكثر حداثة، من أجل منح السياح تجربة تتراوح بين الـ15-30 يومًا.
وظهرت أولى أفكار «ناسا» التجارية، يونيو الماضي، إذ إنطلقت بمخيلتها نحو الكسب المادي بإشراك المُهتمين بالفضاء الخارجي، مقابل المال، وبتلك التجربة التي تستعد إلى تنفيذها، سيخرج رائد للفضاء هاوً كل عام، في رحلة سياحية واستكشافية، بداية من 2020، حسب خطتها، ومن الممكن أن يتأخر موعدها، كحد أقصى حتى عام 2024.
وأوضحت «ناسا» في بيان، منذ أيام: إن «شراء المقاعد الأمريكية يوفّر للوكالة وسيلة إضافية لإجراء مزيد من الأبحاث الفضائية المستقبلية، إلى القمر والمريخ، وإخضاع روّاد الفضاء، إلى فحوصات فسيولجية ونفسية وسلوكية، أثناء رحلاتهم الممتدة لفترات طويلة، من أجل ضمان استقرار حالتهم الصحية وأدائهم بمهمّاتهم».
وتخصص الوكالة الفضائية مليارات الدولارات بهدف شراء «سيارة الأجرة الفضائية»، كما وصفها موقع «geekwire»، وحمّلت الوكالة مسؤولية مهمة تصميم المركبة الفضائية الأمريكية، شركة صناعة تقنيات استكشاف الفضاء بالتعاون مع شركة أمريكية لصناعة الطائرات، على أن تتجاوز بإمكانياتها، مركبة الفضاء «CST-100»، وقد يصل زمن صناعتها إلى ما يقرب من العام.
وتمر المركبات بمراحل من التجارب المدارية بالفضاء والاختبارات الأرضية، من هنا تبدأ «ناسا» بالاطمئنان، مُحررة عقودًا بشراءها، وتبدأ بسلسلة رحلاتها المنتظمة من وإلى المحطة الفضائية، واضعة شرطها للسيّاح التابعين للقطاعات الخاصة ولا ينتمون إلى الوكالة، دفع ثمن الرحلة أولًا، وتصل إلى 35000 دولار في اليوم.
ولفت موقع «ناسا» الرسمي إلى أنه سيسمح بتوفير الرحلات الفضائية إلى الأكاديمين بالولايات المتحدة الأمريكية والشركات والمواطنين، بالإضافة إلى الشركاء الدوليين، ويديرها ماديًا كيانات مسؤولية تجاريًا عن الرحلات، وتشرف الوكالة الفضائية على حالة السيّاح الصحية قبل السفر.
وترجع رغبات الوكالة الربحية إلى تغطية تكلفة مشاريعها وأبحاثها الفضائية، بعد كشف صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف تمويل «ناسا»، بحلول 2024.
وأوضحت الصحيفة أن الايقاف ليس بشكل نهائي، لكن ترغب في خصخصتها، فكان حجم ميزانية الوكالة في 2012، حوالي 0.48% من الميزانية الفيدرالية؛ وهي ميزانية توزع الحكومة إنفاقها بين الخدمات الصحية والتقاعد وغيرهما.
متى بدأت هذه الرحلات التجارية؟
يذكر أن الفكرة تحققت من قبل، في أوائل عقد الـ2000، كانت عبارة عن برنامج رحلات سياحية للفضاء، وكان السيّاح يصلون إلى المحطة الفضائية الدولية أيضًا، لكن على متن مركبات «سويوز» الفضائية الروسية، في الفترة بين 2001-2009، ونُقل أثناء تلك الفترة 7 سيّاح، وكانت تكلفتها حوالي 25-50 مليون دولار.
من أوائل سيّاح الفضاء، المليونير والمهندس الأمريكي، دينيس تيتو، ذو الـ79 عامًا حاليًا، ذلك الرجل الذي سافر إلى محطة الفضاء الدُولية، مدة أسبوع، في أبريل عام 2001، ودفع في المقابل حوالي 20 مليون دولارًا، كان حينها يبلغ من العُمر 61 عامًا، وفقًا لموقع «interesting-engineering».
وكرر المغامرة، رجل أعمال من جنوب أفريقيا، وهو مارك شاتلورث، في الـ25 أبريل عام 2002، إذ أمضى حوالي ثمانية أيام في المدار بالتكلفة ذاتها، بعد خضوعه للتدريبات والاختبارات الطبية مدة 8 أشهر.
وسافر الرجل الثالث، رجل الأعمال الأمريكي، جريجوري أولسن، باليوم الأول من أكتوبر عام 2005، وأمتدت الرحلة حوالي تسعة أيام، وبالرحلة الرابعة، انتقلت أول امرأة بالرحلات السياحية للفضاء، وهي سيدة الأعمال الإيرانية-الأمريكية، التي سافرت إلى الولايات الأمريكية 1984، وحصلت على شهادتها بالهندسة الكهربائية، أنوشة أنصاري، إذ سافرت في الـ18 سبتمبر 2006، وأمضت 12 يومًا، دون إيضاح كم دفعت السيدة مقابل رحلتها.
وفي عام 2007، ينضم إلى لائحة «سيّاح الفضاء»، تشارلز سيموني، رئيس مجموعة برامج بإحدى شركات الحاسوب العالمية، إذ دفع 25 مليون دولارًا، مقابل قضاء 13 يومًا بالفضاء، وأبهجته الرحلة إلى حد قرر تكرارها في 2009، وبلغت تكلفة الرحلة الثانية، 35 مليون دولار.
بعد عام، في أكتوبر، انطلقت المركبة مُحملة بسائح جديد، وهو ريتشارد جاريوت، مُطوّر ألعاب الفيديو، الأمريكي-البريطاني، وعاد بعد 12 يومًا. وانتهت التجربة بسفرية سياحية آخيرة لجاي لاليبرت، في 2009، وتوقفت الرحلات حتى يومنا الحالي، وتسعى «ناسا» منذ أشهر إلى تجديد الفكرة، ومن قبلها عدد من الشركات التجارية.
هل هناك تأثير سلبي على صحة السيّاح؟
قبل السفر، يخضع الجميع إلى الاستعدادات الصحية، إذ لا بد أن تعرف كيف ينعكس السفر على أداء الجسم سلبًا -بعض الأحيان، ذلك خلال وبعد الرحلات السياحية تلك، فقال ديفيد جرين، أستاذ علم الوظائف البشرية والفضائية بكلية كينجر كولدج بجامعة لندن، إنه من الصعب على القلب ضخ الدم إلى الدماغ، لذا سيواجه من لديه مرض بالقلب والأوعية الدموية مشكلات، ذلك بفعل شدة تسارع وتباطؤ المركبة الفضائية.
وكانت مجموعة عمل تابعة، للاتحاد الطبي الأمريكي للفضاء، أصدرت وثيقة عام 2009، تشير إلى أن من يتمتعون باستقرار صحي، لن يواجهون تلك المشكلة. وتعد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، فقدان الجسم للسوائل وفقدان الشهية والمعاناة من آلام الظهر.
المصدر: المصري اليوم