عضو المجلس العسكري الأسبق: مصر لديها فرسان استعادوا سيناء في
كتب- محمد سامي:
قال اللواء أحمد عبدالنبي، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر لديها فرسان حقيقين سواء الذين حاربوا على الأرض لاستعادة سيناء، أو الذين حاربوا في المحاكم حتى نسترد باقي تراب الوطن.
وأضاف “عبد النبي”، في حواره مع مصراوي، أنه بعد حرب أكتوبر حدث تواصل فكري بين القادة الذين شاركوا في النصر، والذين لم يشاركوا.
وجاء نص الحوار كالتالي:-
– كيف ترى دور الأبطال الذين شاركوا في استعادة سيناء؟
مصر لديها فرسان حقيقيون، سواء الذين حاربوا على الأرض لاستعادة سيناء، أو الذين حاربوا في المحاكم لاستعادة باقي تراب الوطن، وكان الكفاح من أجل سيناء متعدد الجبهات، بين النضال العسكري والقانوني، وكل مصري ساهم في هذا الإنجاز بطرق مختلفة.
– ما الذي حدث بعد حرب أكتوبر فيما يتعلق بالقادة الذين شاركوا في النصر؟
بعد حرب أكتوبر، حدث تواصل فكري مثمر بين القادة الذين شاركوا في الحرب وبين الجيل الجديد من الضباط الذين لم يشاركوا، وهذا التواصل كان ضروريًا لنقل الخبرات والدروس المستفادة من المعركة، وهو ما ساهم في تطوير القدرات القتالية والفكرية للقوات المسلحة حتى الآن.
– ما هي أهم ذكرياتك عن نصر أكتوبر رغم عدم مشاركتك فيها؟
تخرجت من الكلية الحربية في الأول من يناير عام 1976، وكنت أنا وزملائي نتابع حرب أكتوبر بشغف وحماس، وكنا نتمنى أن نكون بين صفوف الرجال الذين عبروا قناة السويس وصنعوا النصر.
بعد التخرج، عملنا مع القادة الذين شاركوا في الحرب ودرسنا الدروس المستفادة من نصر أكتوبر، تلك الدروس ساهمت في رفع الكفاءة الفنية والقتالية للقوات المسلحة، وما زالت تؤثر حتى اليوم.
ونشأت حالة من التواصل الفكري بين القادة الذين شاركوا في الحرب وبين الذين لم يشاركوا، واستفدنا من خبراتهم في الحروب والمعارك التي خاضتها مصر.
– كيف ترى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟.. وهل تعتبرها خيانة أم خطوة ضرورية؟
البعض يرى أن اتفاقية السلام سلبية، بينما يراها آخرون إيجابية، ولكن يجب أن نحكم عليها في سياق الظروف التي كانت تمر بها مصر وقت توقيعها.
ونجحت الدبلوماسية المصرية في استعادة سيناء بأسلوب قانوني رائع، وبهذا استردت مصر آخر شبر من أراضيها، وهو إنجاز لم يتكرر بين دولة محتلة وقوة احتلال، هذا يجعلنا نشعر بالفخر، فقد أظهر المصريون أنهم فرسان سواء في ساحات القتال أو في المحاكم الدولية.
لماذا كانت سيناء مطمعًا عبر التاريخ؟ وما هي أهميتها الاستراتيجية؟
سيناء تحتل موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا مهمًا فهي حلقة الوصل بين قارات آسيا وأفريقيا، وهي المفتاح لموقع مصر في قلب العالم، والعدو كان ينظر إليها دائمًا بنظرة “المفترس”، لأنها تمثل بوابة الدخول إلى مصر، وعلى مر العصور، ضحى المصريون بآلاف الأرواح لحماية هذه البقعة الغالية.
– كيف ترى جهود الدولة حاليًا لتنمية سيناء؟
سيناء بمقوماتها الطبيعية والزراعية والتعدينية تمثل ركنًا أساسيًا من استراتيجية مصر للتنمية، والقيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية سيناء وربطها بالوادي عبر مشروعات ضخمة مثل الأنفاق في الإسماعيلية وبورسعيد وشبكة الطرق.
وهناك أيضًا مشاريع سكنية وصناعية وزراعية تهدف إلى توفير فرص عمل وحياة كريمة لأهالي سيناء، وهذه التنمية السريعة تستهدف تحسين مستوى المعيشة في المنطقة وتقديم مستقبل أفضل لأبنائها.
– كيف تُقيم الحرب على الإرهاب في سيناء من الناحية الأمنية؟
القوات المسلحة والشرطة تواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات غير نمطية “نظامية”، وهو ما يتطلب وقتًا وإمكانيات للقضاء عليها، وعلى الرغم من التحديات، حققت قوات الأمن نجاحات كبيرة في ضرب البنية الأساسية للعناصر الإرهابية، لكنها تواجه صعوبة بسبب استخدام الإرهابيين للمدنيين كدروع بشرية.
يجب أن نفهم أن مواجهة الإرهاب تتطلب التعامل مع ثلاثة عناصر: الأفراد، الفكر المتطرف، والإمدادات، والجهود الأمنية تستهدف الأفراد، بينما الفكر المتطرف يحتاج إلى مواجهة ثقافية ودينية، والإمدادات يتم قطعها بطرق مختلفة.
– ما رسالتك لأفراد القوات المسلحة والشرطة الذين يواجهون الإرهاب في سيناء؟
تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة الذين يقدمون أرواحهم فداءً لمصر.
وأوجه تحية خاصة للشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن:” نُدين لأسرهم بالحياة، لأنهم لم يبخلوا بحياتهم في سبيل حماية مصر.
أقول للشباب: كل حبة رمل في هذا الوطن غالية جدًا، وأبناء القوات المسلحة يعرفون أن تراب الوطن أغلى من الحياة نفسها.
المصدر: مصراوى