أحدهم بكى وآخرون شاركوا في غسلها.. 6 قصص للفنانين مع الكعبة المشرفة
زيارة بيت الله الحرام والوقوف أمام الكعبة المشرفة حلم يراود ملايين المسلمين حول العالم، خاصة إذا جاء بعد اشتياق ونية صادقة لوجه الله تعالى، ومن الفنانين تجد بعضهم نال مزايا أكثر داخل الحرم المكي بحكم شهرته، فاستطاع الاطلاع على أماكن لا تُفتح للزائرين العاديين.
نستعرض لكم في التقرير التالي قصص 6 فنانين مع الكعبة المشرفة.
عبد الحليم حافظ
في أواخر عام 1976، سافر العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، لأداء العمرة على نفقته الخاصة، وليس بدعوة من أصدقائه في المملكة كما كان يحدث مرارًا، وفي أثناء ذلك تزامن موسم غسل الكعبة المشرفة، فوجد “العندليب” نفسه مشاركًا في هذا العمل العظيم، وأتيح له أن يدخل الكعبة، وأن يصلي في أركانها الأربعة، على حد رواية محمد إسماعيل شبانة إبن شقيق الفنان عبد الحليم حافظ، والذي أضاف أن “العندليب” كان في منتهى السعادة بعد عودته إلى مصر وقال لهم: “أنا شفت حاجات حلوة بعد ما صليت في الكعبة، بس مش هقدر أحكي لكم عنها”.
أغضب هذا الأمر مشايخ السلفية، الذين أصدر بعضهم فتاوى بأنه لم يكن من سنة النبى وأصحابه غسل الكعبة، وأن دعوة الكبراء إلى حضوره بدعة، وتشاء الأقدار أن يسافر “حليم” في العام التالي لإجراء جراحة عاجلة في لندن، ليعود بعدها في صندوق الموتى جثة هامدة في 30 مارس 1977.
فؤاد المهندس
كان الفنان الراحل فؤاد المهندس من بين المحظوظين الذين شاركوا في غسل الكعبة المشرفة، حيث سافر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج مع شقيقته صفية المهندس عام 1972، وقبل البدء في مناسك الحج، صلى بداخل الكعبة المشرفة، وذلك وفقًا لحديث له نشر في جريدة “الشرق الأوسط”.
عادل إمام
ذهب الزعيم “عادل إمام” لأداء فريضة الحج في سنة من السنوات، وأثناء طوافه حول الكعبة المشرفة، فوجئ بأحد الأشخاص من الذين يؤدون الفريضة، يناديه بصوت مرتفع قائلاً: “لغاليغو، يا لغاليغو، أنا بحبك قوى يا لغاليغو”، وهو الأمرالذي أثار دهشته، لترديد الحاج لـ”إفيه” مسرحية “مدرسة المشاغبين”، بصوت عال، وفي مكان مقدس مليء بجموع المسلمين من ربوع العالم، لذا يعتبر “الزعيم” هذا الموقف من أطرف المواقف التى مرت به فى حياته الطويلة.
شمس البارودي
تشكل زيارتها لبيت الله الحرام نقطة تحول فاصلة في حياتها، ففي عام 1985 ذهبت الفنانة شمس البارودي بصحبة والدها لأداء مناسك العمرة، ولم تتمكن من النوم ليلتها من كثرة التفكير، فكانت هذه المرة الأولى التي تذهب فيها لأداء العمرة، وفور وصولها الحرم المكي بدأ والدها في تلقينها طريقة أداء المناسك التي لم تكن تعلم عنها شيئًا، كما أمسكت بكتاب الله وختمت قراءة القرآن كاملًا قبل عودتها إلى القاهرة بيومين.
وفي الثلث الأخير من الليل أيقظت والدها وأصرت على الذهاب للكعبة، وعن تلك اللحظة قالت: “ذهبت إلى الحجر الأسود وقبلته والدموع تنهمر من عيني، واستشعرت حينها أن الجمال زائل والصحة زائلة والجاه والسلطان زائلان ولن يبقى لنا سوى قوة أعمالنا الصالحة في القبر، ودعوت بأن يقوي الله إيماني وزوجي وأبنائي”، مضيفة: “نصحني والدنا بعد ذلك بصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام، فذهبت ومع بدأ الصلاة انتفض جسدي من أول آية قرأتها في سورة الفاتحة، وظللت أبكي في رعشة حتى أنهيت الصلاة”، ثم خرجت من الحرم المكي وهي متبدلة الحال بشكل كامل، وفق ما روته في أحد البرامج التليفزيونية.
شادية
تم اللقاء الأول بين الفنانة شادية، والشيخ محمد متولي الشعراوي في مكة المكرمة أمام الكعبة، فلم يتعرف هو عليها بينما بادرته هي بالتحية: “عمي الشيخ الشعراوي.. أنا شادية”، فرحب بها، وقالت له: “ربنا يغفر لنا”، فردّ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ”، فبادرته بقولها: “لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها”، ومن حينها اتخذت قرار الاعتزال وارتداء الحجاب.
خليل مرسي
حكى الفنان الراحل خليل مرسي أحد المواقف الغريبة في زيارته لمكة المكرمة لأداء العمرة، حيث إنه كان معتادًا عند دخول المسجد الحرام أن يحني رأسه للأسفل، وعندما يشعر أنه أمام الكعبة يرفع رأسه ويبدأ بالدعاء، ولكنه في هذه المرة لم يستطع رؤية الكعبة، حيث كان يحوطها سور خشبي فشعر بالحزن الشديد وبكى.
وقال “مرسي” عن هذا الموقف: “انقبضت بشدة وبكيت لكن ربك سبحانه وتعالى كأنه يقول لي أنت انقبضت لأنك لم تر الكعبة، لذلك سوف أفرج عنك بدخولك حرم الكعبة من الداخل، وكانت فرصة لي أنا والفنان أحمد بدير لدخولها، حيث قابلنا شخصا يدعى أحمد شيبة وهو من قبيلة بني شيبة الذين يحملون مفاتيح الكعبة وهو ضابط لكن كان يرتدي ملابس مدنية، فقال لنا ائتيا قبل الفجر وأنا سوف أدخلكما، وبالفعل أدخلنا من الباب الخشبي ووجدنا أنفسنا أمام الحجر الأسعد وتسلمنا الحجر الأسعد وقبلناه ثم صعدنا إلى الغرفة، وكانت الدموع تسيل منا بغزارة شديدة”.