امتلكت كازينو شهير وانفجر شريانها حزنًا على ابنها.. ما لا تعرفه عن شريفة فاضل
“لست أم كلثوم حتى يتم عمل مسلسل درامى عن قصة حياتى، فلا يوجد فى حياتى ما يستحق أن يقدم على الشاشات”، هكذا صرحت المطربة شريفة فاضل في حوار صحفي سابق لجريدة “روزاليوسف”، ربما تواضعا منها، أو حفاظا على أسرار حياتها التي تشوبها الأحداث الدرامية “الغامضة” في بعض الأحيان، والحقيقة أن تلك الأحداث تمثل نواة لنسيج درامي، بداية من نشأتها في كنف أسرة ثرية، ومرورا بغنائها للملك فاروق، وحتى الرئيس الراحل أنور السادات، إلى جانب فقدها ابنيها، وصولا إلى امتلاكها أحد أشهر كازينوهات مصر، وهو -كما يطلقون عليه- “كباريه الليل” في شارع الهرم، الذي غنى فيه كبار مطربي مصر والوطن العربي.
وفي التقرير التالي نستعرض لكم محطات في حياة المطربة الكبيرة شريفة فاضل..
تأشيرة الملك
في 27 سبتمبر من عام 1938، ولدت “فوقية أحمد الندا”، وهو الاسم الحقيقي لها، في كنف أسرة متوسطة الحال، انفصل فيها الأبوان، وانتقلت “فوقية” مع إخوتها للعيش في منزل زوج والدتها “إبراهيم الفلكي”، أحد أشهر أثرياء مصر في تلك الفترة، والذي كانت تجمعه علاقة بالملك فاروق الأول.
وأثناء زيارة الملك له في إحدى المرات، استمع إلى غناء “فوقية”، وأعجب بصوتها، وكان ذلك بمثابة تأشيرة “على بياض” لدخول عالم الشهرة والأضواء من أوسع أبوابه، فسرعان ما طلبها رجل أعمال يدعى “السيد ياسين”، للمشاركة في فيلم “الأب”، الذي عرض عام 1947، بطولة زكي رستم، ودولت أبيض، وفيه جسدت “فوقية” دور طفلة عمياء تغني مع أخيها.
وفي سن الرابعة عشرة شاركت مرة أخرى في فيلم “أولادي”، عام 1951، ومن بعده “وداعا يا غرامي”، مع فاتن حمامة وعماد حمدي، ثم قررت الالتحاق بمعهد التمثيل “كمستمعة” لصغر سنها، وبعده دخلت الإذاعة المصرية، ليتحول اسمها إلى “شريفة فاضل” بدلا من “فوقية أحمد” باقتراح من الكاتب والشاعر صالح جودت.
مسيرتها الفنية
ما يقرب من 13 فيلما، شاركت فيها المطربة شريفة فاضل، لكن على مستوى الغناء قدمت “فاضل” مجموعة من أروع الأغنيات التي أثرت الطرب المصري مثل: “لما راح الصبر مني، حارة السقاقيين، معقولة حلاوتك دي، مبروك عليكي، طالعة السلالم، يا عشاق النبي، مبروك عليك يا معجباني”، وحققت الأخيرة شهرة واسعة، كما غنتها في فرح “هدى” ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
قدمت أيضا أغنية للرئيس الراحل محمد أنور السادات بعنوان “أسمر يا سمارة يا ابو دم خفيف”، مؤكدة في حوار لها مع صحيفة “الأهرام”، أن السادات كان يطلبها بالاسم في كل الحفلات التي كان يحضرها سواء داخل مصر أو خارجها.
حياتها الأسرية
تزوجت للمرة الأولى من الفنان والمخرج السيد بدير، وأنجبت ولدين، هما “سيد”، الضابط بالقوات المسلحة، والذي استشهد في حرب أكتوبر 1973، والثاني “سعيد”، وكان عالما متخصصا في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، وقُتل بالإسكندرية في ملابسات غير معروفة عام 1989.
وبعد انفصالها عن السيد بدير، بسبب غيرته، خاصة عندما طلب منها الاعتزال، تزوجت باللواء علي زكي، وظلت معه حتى اعتزالها في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ، بسبب تجاهل المسؤولين لها في حفلات الإذاعة والتليفزيون.
أم البطل
“أنا أم بطل”، تعد من أشهر الأغنيات الوطنية التي قُدمت على الإطلاق، وربما يكمن سر نجاحها في أن “شريفة” قدمتها بعد تجربة عايشتها، وهي استشهاد ابنها الضابط “سيد” في حرب أكتوبر 73.
وعن كواليس عمل الأغنية، قالت “شريفة” في حوار صحفي سابق: “سيطر علىّ الحزن بعد استشهاد ابنى، وبعد ٣ أشهر طلبت من صديقتى، الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأن كل الأغنيات كانت تغنى للمقاتلين”، وتابعت: “دخلت نبيلة غرفة ابنى الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، التى هزتنى بشدة، وشعرت أنها تعبر عنى بالفعل”، وأردفت: “إن زوجها، الملحن على إسماعيل، كان حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية، وفى اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها”.
لم تكن عملية تسجيل الأغنية بالسهولة التي ظنتها “شريفة”، فما إن دخلت استوديو الإذاعة لتسجيلها حتى سقطت من شدة التأثر، وتكرر هذا الموقف عدة مرات، إلى أن تمكنت من تسجيلها في عدة ساعات، وتابعت في حوارها الصحفي: “ومع كل غناء لأم البطل، كنت أغرق فى نوبة بكاء شديدة، لذلك كنت أفضل أن أختتم الحفل بها، حتى أستطيع إكمالها، وفى إحدى الحفلات، من شدة التأثر ومحاولتى التماسك، انفجر شريان فى يدى. واضطررت إلى اعتزال الغناء لفترة”.
كازينو
لا يعرف الكثيرون أن المطربة “شريفة فاضل” امتلكت كازينو شهير بالهرم، ولكن حين أصيب زوجها اللواء علي زكي بالشلل، قامت ببيعه.