
هددت بالانتحار إذا لم تتزوجه.. قصة حب «صافيناز» و«محمد» التي بدأت من ماسبيرو (بالصور)
طفلة جميلة بدت عليها معالم الموهبة منذ الصغر، فاقترح جارها على والدتها إشراكها في برنامج “جنة الأطفال”، فرفض الأب لكن الأم وعدته بأن تحافظ على مستواها، فتهللت الطفلة بذلك وانطلقت إلى مبنى “ماسبيرو” الذي كان أولى خطواتها إلى سلم النجومية، وكذلك أول طريقها إلى قصة حب تحاكى بحرارتها الوسط الفني والإعلامي.
قصة حب “صافيناز مصطفى محمد قدري”، و”محمد جابر محمد عبد الله”، بدأت بينهما قبل أن تتحول هي إلى “بوسي”، ويتحول هو إلى “نور الشريف”، أثناء اشتراكهما في تصوير حلقة من مسلسل “القاهرة والناس”، في ستينيات القرن الماضي، داخل أحد استوديوهات مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث كانت هي في بداية فترة مراهقتها، بينما كان هو يخطو أولى خطواته على طريق النجومية في السينما.
تلاقت الأعين، واشتعل كيوبيد الحب من أول نظرة، ليتحدث الفتى الوسيم إلى نفسه قائلا: “ستكون هذه الفتاة زوجتي وحبيبتي”، فحاول أن يفتح معها حوارا ليصارحها بحبه، وبالفعل استجابت له الفتاة، وخطفها حبه، حيث كانت المرة الأولى التي ترى فيها بوسي نور الشريف عن قرب وتتعرف عليه.
لم تكن بوسي حينها قد جاوزت عامها الخامس عشر، لذا غضبت الأم حينما علمت بعلاقة الحب التي تربطها بالممثل الصاعد حينها “نور الشريف”، وأخبرتها أنها “صغيرة على الحب”، طالبة منها أولا أن تحصل على الشهادة الثانوية، إذ إنها كانت لا تزال في الصف الثالث الإعدادي آنذاك، وهو ما رفضته “بوسي”، التي تمسكت بحبها للفتى الوسيم، وحينما عرف والدها رفض أيضا ولكن لسبب آخر، وهو أن العريس فنان، فقد كان يرفض فكرة أن تتزوج ابنته من ممثل حتى لا تتعرض حياتها للتقلبات وعدم الاستقرار.
استمرت علاقة الحب بين الثنائي لمدة 4 سنوات، التزمت فيها الصمت تجاه أسرتها، ولكنها غرقت في شباك الحب، وأثناء ذلك تقدم إلى بوسي شاب من عائلة ثرية للزواج منها، لكنها رفضت بشدة وهددت بالانتحار، الأمر الذي أجبر والدتها على الرضوخ لرغبتها، وبعد وساطة وتدخل من المخرج عادل صادق، والصحفي عبد العاطي حامد تمت الخطوبة في يوم ميلاد بوسي الموافق 26 نوفمبر، والتي أعقبها الزواج في 22 أغسطس 1972، وعن ذلك قالت: “لم يكن التحضير لمشهد الزواج سهلا، فيمكن أن نطلق عليه أصعب زواج”.
عاش الزوجان حياة هانئة تكللت بقدوم ابنتيهما “سارة ومي” بعد فترة من الزواج، طبقا للاتفاق المبرم مسبقا بينهما بعدم الإنجاب بعد الزواج مباشرة، وبالفعل انشغلت بوسي بتربية البنتين لتبتعد عن الساحة الفنية لفترة، لكن في الوقت نفسه كانت قد شكلت ثنائيا فنيا باهرا مع زوجها نور الشريف، إذ تعاونت معه في 10 أفلام، أهمها وأشهرها على الإطلاق “حبيبي دائما”، الذي قيل إن المشاهد الرومانسية التي تضمنها كانت حقيقية وصادقة بينهما.
وبعد 34 عاما من الزواج، دبت الخلافات بين الزوجين، إثر ترددت شائعات حول علاقة بين نور الشريف والفنانة التونسية ساندي، وفق ما نشرت عدة تقارير إخبارية في ذلك الوقت، ورغم نفي جميع الأطراف هذه المعلومات، فإن أرجاء البيت اهتزت في 2006 معلنة انفصال وخروج بوسي من منزل الزوجية إلى شقتها القديمة، وانتقال نور الشريف إلى شقة بجوار مكتبه الفني في منطقة المهندسين.
بوسي نفت في لقاء تليفزيوني مع برنامج “100 سؤال” أن يكون سبب انفصالها عن “نور” هي علاقته بالفنانة التونسية ساندي، حتى إنها أبدت عدم معرفتها باسم الفنانة، وقالت إنها أول مرة تسمع عنها، على حد تعبيرها، لافتة إلى احتمالية ترويح “ساندي” لمثل تلك الأخبار للحصول على الشهرة.
مع دخول الفنان نور الشريف في وعكة صحية، استدعت الظروف أن تلازمه “بوسي” أينما ذهب، وفي ديسمبر 2014، عاد الحبيبان إلى عشهما معا، وبالفعل ظلت معه طوال فترة مرضه التي انتهت بوفاته في 11 أغسطس 2015، ليسدل الستار على واحدة من أشهر قصص الحب التي عرفها الوسط الفني.