
محمد هنيدي.. قاد ثورة تجديد الكوميديا ويصارع على البقاء .. أسرار من حياة عندليب الدقي
«همام» الذي برز نجمه في «أمستردام»، والصعيدي «خلف الدهشوري» نجم الجامعة الأمريكية، هو محمد هنيدي وكفى، قائد موجة التجديد السينمائي المصري بدايةً من الألفية الجديدة، الرمز الذي يُعبر عن جيله من الشباب الذين شهدت السينما مولدهم، والسهم الذي اخترق جدارًا منيعًا عنوانه «كساد السوق الفني وانتشار أفلام المقاولات»، وقائد الأعمال التي كانت سببًا في انطلاق آخرين أصبحوا نجوم الصف الأول، هنيدي المتوهج صاحب الركن الخاص في اللون الكوميديا، والذي لم تبهت ضحكته حتى وإن كان تراجع كثيرًا عما ظهر به في بداياته حتى أصبح يُصارع على البقاء على القمة التي شكّلها بنفسه..
محمد هنيدي أحمد، المولود في الأول من فبراير 1965 بمحافظة الجيزة، والده كان ضابطًا في القوات الجوية، وقضى طفولته في ليبيا حتى بلوغه الصف الرابع الابتدائي، بسبب ظروف عمل والده، ثم عاد إلى مصر، واستقر في منطقة إمبابة، ثم التحق بالمدرسة الرياضية الداخلية عقب عودته من ليبيا، وكان مقرها استاد القاهرة، ثم نُقل إلى إمبابة، وكان لاعب كرة ناشئ بنادي الزمالك، وحصل على الشهادة الثانوية بمجموع 57.5%، ثم التحق بكلية الحقوق، وفصلته الإدارة بعد عامين بسبب كثرة رسوبه، نتيجة قضائه أغلب الوقت في المسرح، ثم تقدم بأوراقه إلى معهد الفنون المسرحية، لكنه رسب حينها، ثم أُجبر على الالتحاق بمعهد «فني تجاري» بمنيل الروضة، وحصل على شهادته بعد عامين، بعدها حاول الالتحاق بمعهد السينما، وتم قبوله، وحصل على البكالوريوس من المعهد عام 1991.
«هنيدي» الشاب القصير، الذي بدأ مشواره منذ أواخر السبعينيات، من خلال عدة أعمال مسرحية، حتى اكتشفه المخرج يوسف شاهين ضمن أحداث فيلمه «إسكندرية ليه؟»، عام 1979، بعدما شاهده في أحد العروض المسرحية، ثم واصل عمله المسرحي مع الاشتراك في بعض الأفلام، ومنها: «سرقات صيفية»، مع يسري نصر الله، و«قلب الليل» مع عاطف الطيب، ثم اختاره «شاهين» مجددًا للظهور في فيلم «إسكندرية كمان وكمان» عام 1990، وفي العام التالي شارك مرة أخرى مع «الطيب» في «الهروب»، مع النجم أحمد زكي، وفي عام 1993، شارك في فيلم «المنسي» مع عادل إمام ومن إخراج شريف عرفة، ثم مع «الزعيم» أيضًا في «بخيت وعديلة» من إخراج نادر جلال، كما شارك في فيلم «لحم رخيص» لإيناس الدغيدي عام 1995، وفي «قشر البندق» لخيري بشارة، بينما جاءت أولى بطولاته أمام «لوسي» في فيلم «سارق الفرح»، نفس العام، من إخراج داوود عبد السيد، كما شارك في تلك الفترة بأعمال درامية، منها: «البخيل وأنا، على الأصل دور، ناس وناس»، وبدأت انطلاقته الحقيقية مع علاء ولي الدين في المسلسل الكوميدي «إنت عامل إيه»، عام 1997، ثم تلاها نجاحه في فيلمي «حلق حوش، وإسماعيلية رايح جاي»، في نفس العام.
«خلف الدهشوري» نال أولى بطولاته السينمائية في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، عام 1998، بعد أن آمنت بموهبته شركة «العدل جروب» وأسندت إليه دور البطولة في أول أعمالها الإنتاجية، وتولى كتابة الفيلم الدكتور مدحت العدل، ليُحقق به نجاحًا كبيرًا، ويقود به عهدا جديدا بالسينما المصرية من جلال جيل شبابي كامل، كان في مقدمته، بعد فترة كساد سادت بالسوق الفنية وانتشار أفلام المقاولات، وعقب ذلك حقق نجاحًا جماهيريًا في فيلم «همام في أمستردام»، وواصل وتيرة النجاح في أفلام «بلية ودماغه العالية، جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، عسكر في المعسكر، فول الصين العظيم، يا أنا يا خالتي، وش إجرام، عندليب الدقي، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، أمير البحار، تيتة رهيبة، يوم مالوش لازمة»، وأخيرًا «عنتر ابن ابن ابن ابن شداد» عام 2017، ودائمًا ما يحرص على تقديم أغنيات بصوته في أفلامه، مثل «كامننا، كاجولوه، أنا واد فانكي»، وطُرح شريط كاسيت به جميع أغاني فيلم بطولته الأولى، إلا أنه فشل في الأسواق ولم يُكرر التجربة.
وشارك «هنيدي» في العديد من العروض المسرحية، أبرزها «حزمني يا، ألابندا، عفروت، طرائيعو»، كما شارك في العديد من مسلسلات «ديزني» من خلال الأداء الصوتي، منها «شركة المرعبين المحدودة»، وكذلك مسلسل الكرتون «سوبر هنيدي»، في 4 أجزاء بدأها عام 2008، وآخرها عام 2015، و«سيد أندرويد» عام 2016، وشارك في العديد من المسلسلات الإذاعية، منها: «فولي، سبع لفات، يخلق من الشبح أربعين»، وبعد انشغاله بالسينما مدة طويلة عاد هنيدي إلى الدراما التليفزيونية عام 2011، ببطولة مسلسل «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، ويستعد لخوض التجربة الدرامية في «أرض النفاق» المقرر عرضه في رمضان المقبل.
«هنيدي» متزوج من سيدة سورية تُدعى «عبير» من خارج الوسط الفني، وأنجب منها 3 أبناء هم «فاطمة وفريدة وأحمد»، وحصل على جوائز عديدة، أبرزها أحسن ممثل عن فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» من مهرجان أوسكار السينما المصرية عام 2008، ودرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في آخر يوم تصوير لفيلم «أمير البحار»، كذلك في مهرجان سينما الأطفال في 2010، ويُنسب إليه الفضل في صناعة سينما جديدة قاد بها الجيل الحالي من النجوم، أمثال أحمد السقا، أحمد حلمي، هاني رمزي، منى زكي، غادة عادل، وغيرهم، إلا أن نجمه بدء من الخفوت في السنوات الأخيرة، لتقديمه أعمال يراها النقاد «تكرارًا» لما قدّمه، حتى أن أخر أفلامه «عنتر» لم يُحقق نجاحًا يُذكر ورُفع سريعًا من دور العرض.